العراقي Admin
عدد الرسائل : 477 تاريخ التسجيل : 20/09/2007
| موضوع: النظرة الصحيحة لمسألة اللقاء بصاحب الزمان (عج ) السبت نوفمبر 17, 2007 9:52 am | |
| ما هي النظرة الصحيحة لمسألة اللقاء بالإمام، وتمني هذا اللقاء؟.. وهل هو ممكن؟.. ولمن؟.. وهل هي أمنية أو أمر يمكن تحقيقه؟.. مبدئيا نحن لا ننكر أن الإمام (ع) في زمان الغيبة له إشرافه وله عنايته، وله لقاؤه وتفقده بمحبيه، والمتورطين من شيعته.. وهذه القصص الكثيرة على اختلاف مضامينها، فإنها تدل على هذه الحقيقة.. وأبطالها هم المراجع، والصلحاء، والعلماء.. فلا يمكن خلال ألف سنة من هذه القصص المتعددة، ويأتي من ينكر ذلك.. وأما حديث: (من ادعى الرؤيا فكذبوه) المراد بذلك دعوى السفارة، والارتباط المباشر والمرتب.. كارتباط السفراء الأربعة في زمان الغيبة الصغرى.
إن اللقاء بالإمام (ع) يمكن أن يتصور على أشكال، ولا بأس في التفصيل في نقاط مختصرة، كيف يمكن أن يكون هذا اللقاء؟..
أولا: هنالك صنف من الناس يتمنى اللقاء كمزية فردية: أي أمنيته أن يلتقي بشخصية عظيمة غائبة.. ومن منا لا يحب اللقاء بالعظماء؟!.. ولعل هناك في باطنه دواعي خفية من الشوب الشركي، فيقول: إذا التقيت بالإمام أطرح له مشاكلي.. وبالتالي، فإن هذا اللقاء يكون سلما، للحصول على مزايا فردية.
ثانيا: وهناك صنف من الناس يحب أن يفتخر بلقاء الإمام: أي إظهار هذا الفخر.. فيقول: لو علم الناس أنني التقيت به، فإنه سيكون لي شأن من الشأن.. وهذا أيضا من الشوائب الشركية في النفوس.
ثالثا: وهناك قسم من الناس، يتمنى هذا اللقاء؛ لأن اللقاء علامة على المقبولية لديه.. فلا يريد أن يفتخر بذلك، ولا يريد أن تقضى حوائجه.
فالذي يريد أن يتشرف بهذا اللقاء المبارك -دعنا عن أصحاب المشاكل!.. فالإمام طوال زمان الغيبة، يتفقد المتورطين المستغيثين به، ولو كانوا على مستوى متعارف من التقوى.. وليست كل قصص اللقاء، تدل على شرافة أصحابها.. فإن البعض قد وقع في مأزق، فاستغاث بالله عز وجل، وجعل وليه شفيعا.. فالإمام كجده أمير المؤمنين (ع) لا يتحمل صيحة: وأسلماه!.. واغوثاه!.. وإماماه!.. فيأتي ويغيث.. فإذن، إن هذا ليس علامة على القرب دائما- من الخواص، ومن العلماء، وممن يتشبه بالعلماء في هذه الصفة، فإنه يقول: يا رب!.. إذا أردت أن ألتقي به، فلا بد من أن أمتلك عينا لائقة، غضت عن الحرام، واستقصرت عما مضى، وبنت على الاستقامة.. وإذا أردتُ أن أتكلم مع الإمام، هل أتكلم معه بهذا اللسان، الذي يتكلم في كل ما هب ودب، وفي كل رطب ويابس؟.. حاشى لهذا اللسان أن يكون له شرف المواجهة!.. وهل أسلّم على الإمام بيد صافحت محرما؟.. أو مُدت لضرب بريء؟.. فهذه اليد لا تليق بذلك.. فكيف أتمنى أن ألتقي مع الإمام، وأنا أملك قلبا متوغلا في حب الدنيا، ويعشق الحرام والهوى؟..
وعليه، فإن الذي يتمنى اللقاء بالإمام في زمان الغيبة، هذا الصنف لسان حاله يقول: يا رب العالمين!.. هب لي هذه اللياقة، وشرفني بجارحة وجانحة متناسبتين مناسبين لهذا اللقاء العظيم.
.
| |
|